"أسرار الليل: قصة في مقهى الزمن"

موقع أيام نيوز

ليلة في المدينة

في قلب مدينة مزدحمة، حيث تتداخل الأضواء مع الظلال، كان هناك مقهى صغير يدعى "الزمن". كان هذا المكان ملاذًا للنفوس الضائعة، حيث يأتي الناس ليتشاركوا القصص والأسرار.

ذات ليلة، دخلت امرأة تدعى ليلى، في أواخر الثلاثينيات من عمرها، بشعرها الأسود الطويل وعيونها التي تحمل قصصًا لم تُروَ. جلست في الزاوية، تطلب فنجان قهوة، بينما كانت تنظر إلى المارة من خلال نافذة المقهى.

بينما كانت تتأمل، دخل رجل غريب، يرتدي سترة جلدية ويبدو وكأنه هارب من الزمن. جلس بجوارها، وبدأ الحديث. 

كان اسمه سامي، وكان يحمل معه عالماً من الغموض. تحدثا عن الحياة، والأحلام الضائعة، والخيبات التي عاشوها.مع مرور الوقت، اكتشفت ليلى أن سامي كان كاتبًا، ولكنه فقد إلهامه. كان يبحث عن قصة جديدة، بينما كانت هي تبحث عن مخرج من روتين حياتها. قررا معًا أن يكتبوا قصة مشتركة، تبدأ من تلك الليلة.

بدأت الأفكار تتدفق، وتحوّلت الكلمات إلى عالم جديد. كانت القصة تدور حول شخصين التقيا في مدينة غريبة، حيث تلاشت الحدود بين الواقع والخيال. مع كل جملة، كانوا يشكلون عالمًا خاصًا بهم، مليئًا بالمغامرات والتحديات.تعمق النقاش، وبدأت ليلى تشعر بشيء لم تشعر به منذ زمن طويل. كان هناك تواصل عميق بينهما، كأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات. ومع كل فنجان قهوة، كانت تكتشف شيئًا جديدًا عن نفسها.لكن مع اقتراب منتصف الليل، أدركت ليلى أن الوقت قد حان للرحيل. لم ترغب في إنهاء تلك اللحظة السحرية، لكنها كانت تعرف أن الحياة تنتظرها خارج جدران المقهى. 

وقبل أن تغادر، كتبت رقم هاتفها على منديل، وطلبت من سامي أن يتصل بها.غادرت المقهى، ولكنها شعرت أن شيئًا ما قد تغير بداخلها. كانت تلك الليلة بداية جديدة، ليس فقط بالنسبة لها، بل أيضًا لسامي. مع كل كلمة كتبها، بدأ يستعيد إلهامه.

مرت الأيام، ولم يتصل سامي. لكن ليلى كانت متأكدة أن قصتهما لم تنتهِ بعد. كانت تعرف أن هناك شيئًا خاصًا في تلك الليلة، وأن المدينة لا تزال تحتفظ بأسرارها.وفي النهاية، قررت ليلى أن تكتب قصتها بنفسها. بدأت بكتابة كل ما حدث في تلك الليلة، مع الأمل أن تصل إلى سامي يومًا ما. كانت تعرف أن الحياة مليئة بالمفاجآت، وأن كل نهاية قد تكون بداية جديدة.

تم نسخ الرابط