هل حان الوقت لانتخاب بابا أفريقي أم المجمع الإيطالي لديه أفكار أُخرى

موقع أيام نيوز

هل حان الوقت لانتخاب بابا أفريقي؟ أم أن المجمع الإيطالي يُخطّط لخريطة مختلفة؟

الفاتيكان والجنوب العالمي: تحوُّل جيوسياسي أم معركة هويات؟

على مدار 1200 عام، حكم البابوات من أصول أوروبية الكنيسة الكاثوليكية، لكن انتخاب البابا فرنسيس من الأرجنتين عام 2013 كسر هذا التقليد، مفتتحًا نقاشًا محتدمًا: هل تستطيع أفريقيا – ذات الـ236 مليون كاثوليكي – فرض مرشحها في ظل هيمنة الكرادلة الإيطاليين على آليات الحكم في الفاتيكان؟

من فيكتور الأول إلى فرنسيس: تاريخ البابوات الأفارقة المنسي

ثلاثة أسماء غيّرت الخريطة:

البابا فيكتور الأول (تونس الحالية) أدخل اللغة اللاتينية في الطقوس الكنسية عام 189 م.

البابا ميلتيادس الأمازيغي، قاد الكنيسة خلال فترة الاعتراف الرسمي بالمسيحية في الإمبراطورية الرومانية.

البابا غيلاسيوس الأول، أول من أطلق لقب "نائب المسيح على الأرض".

مفارقة تاريخية: جميع البابوات الأفارقة السابقين من شمال القارة (الخاضعة للنفوذ الروماني)، في حين تُطالب اليوم "أفريقيا جنوب الصحراء" بالتمثيل.

أفريقيا vs إيطاليا: معركة الأرقام ضد إرث القرون

الصعود الأفريقي المذهل:

تضاعف عدد الكاثوليك 4 مرات منذ 1970، بينما فقدت إيطاليا 11% من مؤمنيها خلال عقد واحد (2010–2020).

64% من الكرادلة الذين عُيّنوا في عهد فرنسيس من خارج أوروبا.

الإرث الإيطالي العنيد:

60% من إدارات الفاتيكان لا تزال تحت سيطرة إيطاليين.

10 كرادلة إيطاليين فقط مؤهلين للانتخاب عام 2023، لكن نفوذهم في "المجمع المغلق" لا يزال قويًا.

الكاردينالات الأفارقة: وجوه تُعيد تعريف أولويات الكنيسة

الكاردينال بيتر توركسون (غانا):

رئيس سابق لمجلس العدالة والسلام بالفاتيكان، ومرشح بارز منذ عام 2013.

يدعو لدمج قضايا المناخ والفقر ضمن الرسالة الإنجيلية.

الكاردينال أنطونيو ريغو (أنغولا):

أول أفريقي يترأس مجمع تبشير الشعوب، مع تركيز على مواجهة التطرف الديني في القارة.

الانقسام اللاهوتي: خطوط الصدع بين روما وأديس أبابا

القضايا الشائكة:

المٹلية الچنسية: ترفض الكنائس الأفريقية أي تساهل، بينما تدفع أوروبا نحو تعديل الخطاب الديني.

تعدد الزوجات: يطالب بعض القادة الأفارقة بمعالجة "رعوية" لأوضاع المتزوجين تقليديًا، مقابل تشدد رسمي من الفاتيكان.

تحذيرات من انقسام: يقول الكاردينال النيجيري جون أوناييكان: "لا يمكن فرض النموذج الغربي على مجتمعات تختلف ثقافيًا."

المجمع المغلق: هل تُعيد أفريقيا كتابة قواعد اللعبة؟

سيناريو الانتخاب:

يحتاج المرشح الأفريقي إلى 76 صوتًا من أصل 137 كاردينالًا ناخبًا.

قد تشكّل القضايا الاجتماعية "ورقة ضغط" تستخدمها إيطاليا ضد المرشحين المحافظين من أفريقيا.

تحذيرات الخبراء: هيمنة الكوريا الرومانية (الإدارة الفاتيكانية) على ترتيب الأولويات قد تُهمّش الأصوات الأفريقية.

الفاتيكان 2030: هل تُنقل البابوية إلى القارة السمراء؟

توقعات جريئة:

مع استمرار تراجع نسبة الكاثوليك الأوروبيين (21% من كاثوليك العالم)، قد يُصبح مقر البابوية رمزيًا في أفريقيا بحلول عام 2030.

تُقدّر احتمالية انتخاب بابا من جنوب الصحراء بنسبة 34%، بحسب مركز "بيو" للأبحاث.

عقبة كبرى: الخۏف من تحوّل الفاتيكان إلى "ساحة صراع" بين التيارات المحافظة والإصلاحية.

خلاصة: هل التاريخ يعيد نفسه؟

رغم أن الإحصاءات تُشير إلى حقبة أفريقية مقبلة، تظل الهيمنة الإيطالية على مفاصل الفاتيكان تحديًا حاسمًا. السؤال الأعمق: هل ستنجح الكنيسة في توحيد رؤيتها بين شقّيها الشمالي والجنوبي؟ أم أن انتخابات البابا القادم ستُعمّق الانقسام؟
المشهد الأرجح: معركة صامتة ستُحدد مصير البابوية بين قصر الرسوليين في روما وشوارع كينشاسا المزدحمة.

كلمة أخيرة

تصريح الكاردينال الإيطالي جيانفرانكو رافاسي يُلخّص المعضلة: "أفريقيا هي مستقبل الكنيسة، لكن الماضي لا يزال ينبض في قلوبنا."

تم نسخ الرابط