مطار الموصل يستعد لاستقبال الحياة مجددًا

مطار الموصل يستعد لاستقبال الحياة مجددًا:
مقدمة
مطار الموصل الدولي، الذي كان يوماً ما أحد أهم البوابات الجوية في شمال العراق، يشهد حالياً عملية إحياء واسعة النطاق بعد سنوات من الدمار والتوقف بسبب الصراعات المسلحة.
وصلت جهود إعادة الإعمار إلى مراحل متقدمة، مما يعيد الأمل في عودة المطار إلى سابق عهده كمركز حيوي للنقل الجوي والتجارة والسياحة.
الخلفية التاريخية
تعود نشأة مطار الموصل إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث كان يُعرف سابقاً باسم "مطار صدام الدولي". خلال ذروة نشاطه، استقبل المطار رحلات دولية وإقليمية، وساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، تعرض المطار لټدمير كبير خلال سيطرة تنظيم داعش على المدينة بين 2014 و2017، تلاه تلف إضافي بسبب العمليات العسكرية لتحرير الموصل.
بعد التحرير، بدأت الحكومة العراقية وشركاؤها الدوليون في تقييم الأضرار ووضع خطط لإعادة الإعمار. وفي عام 2022، أُعلن عن مشروع ضخم لإعادة تأهيل المطار بتمويل من الحكومة العراقية ومنظمات دولية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة.
مراحل إعادة الإعمار
1. التقييم الأولي وإزالة الأنقاض (2022-2023)
- تم إجراء مسح شامل للمنشآت المتضررة، بما في ذلك المدرج الرئيسي، وصالات السفر، وأبراج المراقبة.
- أُزيلت الأنقاض والمتفجرات غير المنفجرة، وتم تأمين الموقع بالكامل.
2. إعادة بناء البنية التحتية (2023-2024)
- جرى ترميم المدرج الرئيسي وتوسيعه ليتحمل طائرات كبيرة مثل بوينغ 747 وإيرباص A380.
- أُعيد بناء صالة الركاب الرئيسية بتصميم عصري يتسع لأكثر من مليوني مسافر سنوياً.
- تم تحديث أنظمة الملاحة الجوية والاتصالات لتلبية المعايير الدولية.
3. التجهيزات النهائية والاختبارات (2024-2025)
- اختُبرت أنظمة الأمان والإطفاء والمراقبة الجوية بنجاح.
- جرى تدريب الكوادر المحلية على إدارة المطار باستخدام أحدث التقنيات.
الوضع الحالي
- حالة المدرج: اكتملت أعمال الترميم، وأجريت عدة رحلات تجريبية ناجحة.
- صالة الركاب: اكتمل بناؤها بنسبة 95٪، مع بعض اللمسات النهائية في الديكور الداخلي.
- الرحلات الجوية: من المتوقع استئناف الرحلات الداخلية بحلول نهاية 2025، تليها رحلات دولية إلى دول الجوار مثل الأردن وتركيا.
- الأمن: تم تركيب أنظمة مراقبة متطورة بالتعاون مع شركات أمنية عالمية.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي
- خلق فرص عمل: وفرت المشاريع المرتبطة بالمطار آلاف الوظائف للسكان المحليين.
- تنشيط السياحة: من المتوقع أن يساهم المطار في عودة السياحة الدينية والتراثية إلى الموصل.
- تعزيز التجارة: سيصبح المطار نقطة مهمة لتصدير المنتجات المحلية، مثل المواد الزراعية والصناعية.
التحديات المتبقية
- التأخيرات في التمويل: بعض المشاريع الفرعية لا تزال تنتظر موافقات مالية إضافية.
- التدريب المستمر: يحتاج العاملون إلى مزيد من التدريب على الأنظمة الجديدة.
- التسويق الدولي: يجب جذب شركات طيران عالمية لضمان نجاح المطار.
الخلاصة
مطار الموصل الدولي يمثل رمزاً للانتعاش بعد الدمار، أصبح على بعد خطوات من استئناف عملياته. مع الاكتمال النهائي للمشروع، سيكون المطار محركاً رئيسياً للتنمية في شمال العراق، مما يعيد الأمل للمواطنين ويضع الموصل مرة أخرى على خريطة الطيران الدولي.