مأساة طلابية في لبنان بعد رحلة مدرسية ماذا حدث

تحوّلت رحلة ترفيهية كان يفترض أن تكون ذكرى سعيدة لتلامذة الصف الأول الأساسي في ثانوية القلبين الأقدسين عين نجم، إلى مأساة صاډمة هزّت الرأي العام اللبناني.
ففي حاډثة مروّعة، تعرّض عدد من التلامذة لتحرّش داخل صالة ألعاب Veré Bleu Park في منطقة ديشونيه، حيث أقدم أحد المدرّبين المشرفين على لعبة Zip Line على الاعتداء على الأطفال أثناء وجودهم داخل الصالة.
عقب الحاډثة، تحرّكت الجهات الرسمية بسرعة، فتم إقفال المركز بالشمع الأحمر، فيما أحالت وزارة التربية الملف إلى مصلحة الأحداث في وزارة العدل، متّخذة صفة الادعاء ضد الفاعل وكل من يُظهره التحقيق متورطاً أو مهملاً. كما أكدت الوزارة أنها تتابع القضية بشكل مباشر بالتنسيق مع إدارة المدرسة، مع إعداد خطة دعم نفسي واجتماعي شاملة للتلامذة وذويهم.
غياب الرقابة... وتكرار الإهمال
تسلّط هذه الحاډثة الضوء مجددًا على الخلل الكبير في الرقابة التربوية، وخصوصًا خلال الأنشطة التي تتم خارج المدرسة.
فقد سبق أن أثارت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استياءً واسعًا، بعدما ظهر طلاب يحتفلون بنهاية العام وهم على متن شاحنة مكشوفة، بعضهم واقف وآخرون جالسون على أطرافها بطريقة تهدد حياتهم بالخطړ.
هذه المشاهد المتكررة تفتح باب الأسئلة مجددًا حول مدى التزام المدارس بتأمين سلامة التلامذة أثناء الرحلات أو الاحتفالات، وهو التزام لا يجب أن يكون شكليًا أو ثانويًا.
فالمدرسة ليست مجرد مكان للتعليم، بل يجب أن تكون بيئة آمنة متكاملة، سواء داخل الصفوف أو في أي نشاط خارجها.
الحاجة إلى إجراءات عاجلة
إن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس ثغرات خطېرة في التنظيم والمحاسبة. ويبرز هنا دور لجان الأهل، التي يجب أن تتحرك بفاعلية أكبر، وأن يتم تعزيز التنسيق بين المؤسسات التربوية والجهات الرقابية.
كما يجب وضع معايير واضحة لتنظيم الرحلات المدرسية، وتحديد المسؤوليات بدقة، لضمان عدم تكرار هذه الكوارث.
كما أن غياب المحاسبة يفتح الباب أمام استهتار بعض الجهات، ويجعل أرواح الأطفال عرضة للخطړ. ولذلك، فإن التحرك العاجل من قبل وزارة التربية، ونقابات المعلمين، وهيئات المجتمع المدني بات أمرًا لا مفر منه، من أجل بناء منظومة تربوية آمنة ومسؤولة، تحمي أطفال لبنان وتعيد الثقة في المؤسسات التعليمية.